ماذا تعرف عن الويب الثالث ؟؟؟
المصدرHafedh अल्शिही
تطورت الشبكة العالمية للإنترنت بشكل كبير منذ ظهور متصفح الموزايك (Mosaic) في 1993م والذي فتح الباب على مصراعيه لظهور الوسائط المتعددة في مواقع الإنترنت بالإضافة إلى إسهامه في تطور أكثر بروتوكولات الإنترنت شيوعاً كبروتوكول نقل الملفات (FTP) واليوزنت (Usenet)। قام الخبراء بتقسيم هذا التطور إلى مرحلتين مهمتين وهما ما يعرفان اليوم بإسمي الوب الأول (web 1।0) والوب الثاني (web 2.0). حيث يتميز الوب الأول والذي تزامن مع فترة التسعينات من القرن الماضي بالصفحات الساكنة (static pages) وبطء سرعة الإنترنت. أما الوب الثاني فيتميز بمساهمة مستخدمي الإنترنت (مثلي ومثلك أخي القارئ وأختي القارئة) في تطوير وتنظيم وتوزيع محتوى المواقع في الشبكة حيث بدأ هذا القسم بشكل كبير مع بزوغ القرن الحادي والعشرين. حديثنا اليوم يدور حول ما هو آت بعد الوب الثاني والذي بدأ يعرف اليوم بإسم الوب الثالث.
قبل البدأ بالحديث عن الوب الثالث دعونا نستطلع أهم ما نعيشه اليوم من ميزات المواقع في الإنترنت والتي تعتبر من أهم سمات الوب الثاني. ذلك المصطلح الذي صاغه الصحفي ديل دوغرتي (Dale Dougherty) من شركة أوريلي للإعلام (O’Reily Media) في عام 2003م.
* المحتوى الرقمي عن طريق المستخدم: نشأت مواقع إلكترونية كثيرة توفر البيئة الإلكترونية للمستخدم لإضافة المحتوى الرقمي كالصور والأخبار والملفات الصوتية والمرئية. فمن منا لا يعرف موقع اليوتيوب (YouTube) الخاص بملفات الفيديو وموقع الفلكر (Flickr) الخاص بالصور وموقع الويكيبيديا (Wikipedia) الذي ينافس كبرى الموسوعات الفكرية العالمية.* البحث: نظراً للتزايد المستمر والكبير للمحتوى الرقمي في الإنترنت، جاء تسهيل الوصول والعثور على هذا المحتوى هو من أهم ميزات هذه المرحلة. فكبرى الشركات العالمية اليوم وخصوصاً في مجال التقنية هي في الحقيقة مكائن بحث كشركة جووجل (Google) وياهو (Yahoo). بالإضافة إلى مكائن البحث، ظهر مايسمى كذلك بالبحث العمودي (vertical search) والذي يختص بمواضيع معينة تحت تخصص أو مجال معين كشركة أكسبيديا (Expedia) المختصة بمجال السفر مثلاً. وهناك أيضاً البحث حسب موقع المستخدم (location based search) والذي يسعى إلى العثور على معلومات ذات صلة أو مقربة من الموقع الجغرافي للمستخدم، وغيرها الكثير أيضاً.* الشبكات الإجتماعية: بدأت الكثير من المواقع تستهدف تعزيز وتوسيع العلاقات الشخصية بين المستخدمين كأمثال الفيس بوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وكان آخر هذه المواقع ظهوراً هو موقع البز (Buzz) من شركة جووجل قبل أيام معدودة فقط. يستطيع المستخدمين من خلال هذه المواقع مشاركة أصدقائهم وأقربائهم بآخر الخبار والمعلومات والصور وحتى ملفات الفيديو الشخصية.* تطبيقات الإنترنت واسعة الميزات (RIA): ظهرت مؤخراً الكثير من تطبيقات الشبكة العنكبوتية التي تتسم بكثير من القدرات الفنية والتي تشابه بشكل كبير تطبيقات سطح المكتب (Desktop). من الأمثلة على هذه التطبيقات هو الأجاكس (Ajax) والذي يوفر القدرة على التحديث الجزئي لصفحة الإنترنت كالذي يحدث عند قيامنا بطباعة كلمة او عدة كلمات في موقع البحث جووجل ويقوم الموقع بإدراج خيارات بحثية للمستخدم تحت خانة البحث.
كل ذلك والكثير أيضاً مما إتسمت وتتسم به حقبة الوب الثاني. أما الوب الثالث فيعتقد أنه سيبدأ مع إستكمال تطور تقنية الشبكة الدلالية (Semantic Web) بحيث تستطيع المواقع معرفة معاني ودلالة الكلمات والمعلومات المخزنة وليس فقط أماكن هذه المعلومات. وحسب ما يتوقعها الرئيس التنفيذي لشركة جووجل (إريك شميدت) ستكون التطبيقات الشبكية في الإنترنت صغيرة الحجم وسريعة الإستجابة وقابلة بشكل كبير للتعديل والتخصيص من قبل المستخدمين وكذلك قادرة على العمل في أي جهاز سواءاً كان جهاز حاسوب أو هاتف نقال. كما ستكون المعلومات مخزنة وموزعة بإستخدام تقنية حوسبة السحاب (Cloud Computing). أضف إلى ذلك، أن هذه التطبيقات سيتم توزيعها وإنتشارها عن طريق مواقع الشبكات الإجتماعية دون الحاجة لشرائها من المحلات. كل هذا يدعونا للتفائل ولكن ما هي بالضبط الميزة الزائدة التي يمكن أن نتوقعها من كل ذلك؟
للإجابة على هذا السؤال، تخيل أخي القارئ أختي القارئة أنكم أردتم يوماً ما إصطحاب أطفالكم (أو أخوانكم الصغار) لمشاهدة أحد أفلام الكرتون بالسينما ومن بعد ذلك تودون الذهاب لأحد المطاعم في العاصمة مسقط لتناول وجبة العشاء. طبعاً إن كنتم من محبي الإنترنت ومستخدمي الوب الثاني، ستقومون بفتح حاسوبكم الشخصي وعمل العديد من عمليات البحث في مواقع دور السينما وقراءة الكثير من آراء المشاهدين عن الأفلام المعروضة وبعد ذلك ربما ستقوموا بالبحث عن أنسب المطاعم لإصطحاب أبائكم بعد مشاهدة الفيلم. كل ذلك قد يتطلب العديد من عمليات البحث وزيارة الكثير من مواقع الإنترنت. أما من خلال الوب الثالث، سيكون بإمكانكم طرح أسئلة معقدة من خلال متصفحات إنترنت تعمل كمساعد شخصي للمستخدم أو عن طريق مكائن بحث ذكية تفهم ما يريده المستخدم بالضبط وتراعي المكان الجغرافي له وربما كذلك إهتماماته الشخصية. فستستطيعوا أخواني القرّاء مثلاً أن تضعوا السؤال التالي فقطً وتحصلوا على نفس النتائج وربما أفضل: “ما هو أنسب فيلم يعرض حالياً لأطفالي وما هو المطعم الأفضل لتناول العشاء بعد ذلك؟”