التعلم عن طريق المدونات ومواقع الويكي
بقلم: بيل فريتر
ترجمة: عمر خليفة - مكتب التربية العربي لدول الخليج
أجد لبعض الآراء عن التطور المهني لدى المعلمين صدىً في نفسي، أكثر من آراء ريتشارد ألمور - أستاذ القيادة التربوية في جامعة هارفارد - الذي ذهب إلى حد القول بأن الهياكل المدرسية تجعل تعليم الكبار أمراً غير جيدٍ في أحسن الأحوال، إن لم يكن منعـدماً على أسوأ تقدير.
ففي التقرير السنوي لمعهد "ألبرت شانكر" في عام 2002م كتب ألمور يقول :
"إنه شيء متوقع أن تصبح زيادة كمية تحصيل الطلاب وقياس الأدلة عن الأداء الأكاديمي ثم نشرها جزءاً من حديث الناس عن المدارس في الوقت الذي نجد فيه أن عدداً قليلاً من قنوات المعلومات الحديثة عن التعليم والتعلم هي التي تجد سبيلها إلى المدارس. كما وأن عدد الأساليب والإجراءات التي تعين المعلمين والإداريين على استيعاب وتبني وتطوير أفكار وتطبيقات جديدة قليل جداً. كذلك فإن المصادر لمساعدة أولئك الذين يعانون من مشاكل في فهم العلاقة بين الأداء الأكاديمي لطلابهم والتطبيقات التي ينخرطون فيها قليلة أيضاً. إنه من المثير للسخرية أن الوضع القائم لدينا هو أن المدارس أصبحت أماكن عدائية وغير مرحبة بالتعلم، إنها عدائية لتعليم الكبار وبسبب ذلك فهي بالضرورة عدائية لتعليم الطلاب".(صفحة 4-5)
إن التأكيد على أن المدارس قد أصبحت أماكن عدائية للتعلم أمر واضح، وإذا كنت قد عملتَ - أيها القارئ - في التدريس لأي قدر من الزمن فإنك ستكون ممن يخفضون رؤوسهم موافقـة عند سماع ما يقوله ألمور من أراء. إن تعليم الكبار غالباً ما ينحّى جانباً في المدارس – أو يقلّ الاهتمام به – إذ أن المربين في ركضهم اليومي، يلهثون وراء سياسة "لا طفـل يبقى دون مدرسة" "No child left behind".
إن الوقت القـليل الذي يمكن اختلاسه للتطوير المهني للمعلمين يضيـع في أغلب الأحيان في جلسات مع الخبراء تهتم بأحدث وسائل التكنولوجيا و نادراً ما يجد هؤلاء المعلمون وقتاً للاختيار الشخصي للتعلم أو عاملاً محبباً للمهنيـة، أو انخراطاً ذي معـنى في حوار مستمر عن التعـلم.
إن الذي يجعل التطوير المهني أكثر مدعاة للإحباط بالنسبة للمنخرطين فيه، هو أن معظم البرامج التي نتعرض لها مستمدة مباشرة من أحدث موضة تجتاح عالم الأعمال. وفي العشر سنوات الأخيرة كان هناك عدد لا يحصى من المدارس قد قرأ رواية (من الذي حرّك قطعة الجبن الخاصة بي؟) ودرس (السبع عادات للناس الأكثر فاعلية) ودرس (الحوارات الحاسمة) وفهم (من الجيد إلى الأفضل).
وعلى الرغم من أن معظم زملائي يدركون أن من الممكن أن يكون لجهود الإصلاح تأثير قليل على تعليم الطلاب فإنهم كثيراً ما يبدون غير راغبين في تحدي الوضع الراهن، ويصرّون على القول إنه لا شيء يتغير. هذه هي الطريقة التي دائما ما كان يتم بها التطوير المهني. فقط أحضر كومة كبيرة من الأوراق وأشرع في تقييمها وستجد نفسك مشغولاً دائماً. إن تاريخ تجارب التطوير المهني البائسة قد تركهم متراخين وخاملين، يئنون عندما يمنحون الفرصة للتعلم.
أزمنة متغيرة وآلات متغيرة:
لقد تغيرت الزمان في اتجاهين هامين منذ أن بدأ ألمور في وصف البيئة التعليمية بالعدائية والتي أهملت المدارس وراءها.
أولاً:- هناك تركيز جديد على أهمية التعليم الجماعي وسط ألمعلمين في المدارس. لقد بدأ المعلمون في الاعتقاد في القدرة الإنسانية في كلياتهم في إيجاد فرص للمعلمين ليفكروا معاً في التعليم.
ثانيا: إن الأدوات الرقمية تساعد الآن في تحقيق رغبة ألمور في إيجاد قنوات معلوماتية حديثة يمكن من خلالها للمعرفة أن تجد طريقها إلى المدارس، وتحديداً فإن آلاف المربين النشطين يكتبون الآن مدوناتهم حول التدريس والتعليم ويحققون الشفافية لخبراتهم.
ونجد في كل منطقة وفي كل مرحلة وفي كل المدارس ذات الأحجام المختلفة ومن مواقع جغرافية مختلفة أن أولئك المربين يفكرون بهمة حول قضايا التدريس ويتحدون الواقع ويناقشون السياسات ويعطون النصح ويضعون الحلول ويتعلمون معاً وكل هذه المعارف جاهزة ومتاحة للجميع بلا مقابل.
ولقد وجدت بقليل من الوقت والجهد مجموعة من الكتّاب الذين عرضوا علي كثيراً من أفكارهم المثيرة للاهتمام في يوم واحد أكثر مما تعرضت له في العشر سنوات الماضية للتطوير المهني المكلف. إن النمو المهني بالنسبة لي يبدأ بتصفح المدونات لمدة عشرين دقيقة كل صباح وبغربلة أفكار المنخرطين في التعليم الذين ربما لم يكن في مقدوري أبداً التعلم منهم بطريقة غير هذه أو أن يترجم عملهم هذا إلى ما كنت أقوم به مع الطلاب.
هذا التعلم كان منطقيا بامتياز ومدفوعاً بالاهتمامات الشخصية ومتصلاً بالواقع في حجرات الدراسة. لقد قدمت المدونات معياراً للتمايز والتحدي كنت قد افتقدته طويلاً لخطتي في التعليم المهني. إنني أعاني في خصائص التطوير المهني الفعال مع باتريك هجنز في مدونته http://www.chalkdust101.wordpress.com وفي عناصر التعليم عالي الجودة للطلاب ذوي المستويات المتوسطة مع دينا استراسر في مدونتها http://theline.edublogs.org . أما أسكوت مكلويد فيجبرني في مدونته www.dangerouslyirrelevant.org على التفكير في قيادة التغيير بالمدرسة وكذلك تفعل نانسي فلاناجان في مدونتها http://teacherleaders.typepad.com/teacher_in_a_strange_land إذ تساعدني في فهم العلاقة بين سياسة التعليم والممارسة داخل حجرات الدراسة. أما جون هولاند في مدونته http://circle-time.blogspot.com ولاري فرلازو وبرين كروسبي وآليس ميرسر في مدونتهم http://inpractice.edublogs.org فقد فتحوا عينيّ على تحديات العمل في المجتمعات ذات الاحتياجات العليا. وأكثر من ذلك فإن قراء مدونتي الخاصة يتحدون تفكيري بتعليقاتهم الاستفزازية يوماً بعد يوم. أحد القراء من ولاية تكساس ويدعى مايك ينخرط في النقاش فيما يتعلق بتمكين المعلمين لأداء أدوار أكبر. أما ك. بوردن وهو والد أحد الطلاب ومن نفس الحي الذي أعمل فيه فإنه يدفع تفكيري إلى مساءلة ومحاسبة المدارس فيما يتعلق بالتحسين. أما استيف وهو معلم من ولاية كارولينا الشمالية فيضفي خبرته على النقاش حول المناهج الدراسية. أما بوب هيني الذي يعمل باحثاً تربوياً منذ فترة طويلة فله آراء فريدة في استخدام الصف للتكنولوجيا. لقد قابلت عدداً قليلاً من أولئك الناس بصورة شخصية ومع ذلك فإنني أعتبرهم جزءاً حيوياً وهاماً من تعليمي ونموي المهني.
قراءة المدونات:
كلما اقترحت على زملائي أن يجعلوا المدونات مصدراً من مصادر التعلم المستمر لديهم فإنني أفاجأ بأن أول ردة فعلهم عادة هو قولهم: ليس لدي الوقت لزيارة عشرات المواقع الالكترونية كل يوم لقراءة المقالات ، هناك دروس أود تحضيرها وأوراق عليّ مراجعتها وتقييمها وهناك أولياء أمور عليّ الاتصال بهم وعندي أسرة أود رعايتها. هذا يحدث عندما أوجههم إلى محركات البحث وهي الأدوات الرقمية الأكثر أهمية للمتعلم اليوم لأنها تيسر وتسهل له مسألة فرز الكميات الهائلة من المقالات التي تضاف باستمرار إلى شبكة الانترنت.
وكما هو معلوم فإن محركات البحث عبارة عن أدوات مجانية تستطيع وبصورة تلقائية أن تفحص أي موقع إليكتروني عشرات المرات كل يوم للبحث عن أي مقال جديد، وهي بذلك تقلل من الوقت الذي يضيع في التصفح لدي الباحث. وبمحركات البحث هذه ينتقل التعلم من كونه عملية بحث مملة في ألاف المواقع إلى التصفح السريع في أفكار كتّاب موثوق بهم وبكتاباتهم. وعلى الرغم من وجود الآلاف من المواقع التي يمكن أن تغذي القارئ ويمكن المفاضلة فيما بينها إلا أن موقع بيج فليكس www.pageflakes.com يعتبر الموقع المفضل لديّ وهو في المقام الأول لأنه يحتوي على تصميم مريح للنظر وهو بالتالي يسهل عملية القراءة. وقد أضاف هذا الموقع قسماً فرعياً للمعلمين http://teacher.pageflakes.com يحتوي على زاوية للتقييم المباشر (أون لاين) كما يحتوي على قائمة للمهام التي يتوجب أداؤها ويحتوي كذلك على أداة مدمجة لتعليم الكتابة. إن ما أحببته أكثر في هذا الموقع هو أن في إمكان مستخدميه إنشاء مدونة خاصة بهم وإنشاء منتدىً للنقاش وإنشاء صفحة للبداية تحتوي على فرص تتيح القراءة والكتابة والتحدث للمعلمين والطلاب على السواء.
كيفية البداية كقـارئ:
لكي تجعل المدونات جزءاً من حياتك اليومية وتصبح محترفاً عليك أن تضع النقاط التالية في الاعتبار:
� أبدأ باستخدام محرك البحث كأداة تعليمية لبضعة أسابيع. أبحث عن مدونات عديدة تستهدف المربين في مرحلتك أو في منطقتك وقم بترتيبها كما تشاء. وأفضل طريقة للبحث عن المدونات يمكن أن تكون عبر الموقع http://supportblogging.com الذي يتضمن قائمة تحتوي على مئات المدونات مصنفـة إلى فئات معينة، على سبيل المثال هناك مدونات التربية، مدونات المدراء، مدونات المعلمين، مدونات حجرات الدرس، مدونات أمناء المكتبات ...الخ. إن لدى محركات البحث مثل بيج فليكس وغوغل ريدر www.reader.google.com وبلوج لاينز www.boglines.com العديد من القوالب التعليمية التي تم تصميمها خصيصاً لمساعدة المستخدمين الجدد كي ينشئوا مدوناتهم.
� إن كنت غير متأكد من أين تبدأ فإنني أدعوك للقيام بجولة في المدونات التي قمت بتنظيمها في مدونتي في بيج فليكس www.pageflakes.com/wferriter/16618841. إنني أقرأ هذه المدونات طوال الوقت، بعضها يتركني في وضع المتحدي وبعضها يتركني غاضباً والبعض الآخر يتركني مبعثراً لكنها جميعاً تتركني حيوياً ونشطاً وعلى استعداد للتعلم أكثر. وربما يجد معلمو المدارس ضالتهم في مجموعة المدونات الموجودة بهذا الموقع www.pageflafes.com/wferriter/23697456 .
� خصص لنفسك بضع دقائق كل يوم لتصفح التغيرات التي تحدث في محتوي مجموعتك ، لاحظ كيف تضاف المواضيع الجديدة تلقائياً. التزم مع نفسك بقراءة مداخلتين اثنتين أو ثلاثة كل أسبوع. أبحث عن المواضيع التي تحثك وتستفز تفكيرك. ضع بعض التعليقات لكتاب تلك المواضيع ثم انظر إن كانوا سيردون أم لا. أشرك قراءً آخرين في نقاشات ومناظرات ودية.
� أخبر الآخرين عن مدى استمتاعك بتوسع تفكيرك عن طريق المدونات التي تقرأها. أستخدم حماسك في توليد زخم حول الإمكانيات المتاحة لجعل التعليم المهني فاعلاً وسهلاً وممتعاً.
� شارك أقرانك وزملاءك في محرك البحث ثم أبدأ معهم في استكشافه ، سل زملاءك حول أكثر المواضيع التي قرءوها إمتاعاً واجعل ذلك محور حديث مع زميل لك حول موضوع في مدونة على الأقل مرتين كل أسبوع.
مع مرور الوقت ستبدأ في رؤية تغيير حقيقي وجوهري في نوعية المناقشات والأحاديث التي تعـقدها مع أقرانك ، فبدلاً من الثرثرة والحديث حول عطلة آخر الأسبوع ستجد نفسك تناقش في مزايا التجارب والخبرات التي صادفتها في الانترنت، ولعلها ستكون المرة الأولى التي سيعمل فيها زملاؤك على أساس مشترك لأفكار جديدة يمكن أن تثري نموك وتفكيرك التعاوني.
كتابة المدونات والويكي:
على الرغم من أن قراءة المدونات تعد من أنجع السبل لإدخال أحدث وسائل القرن الحادي والعشرين في خططك للتعليم المهني فإن كتابة مدونتك الخاصة حول التدريس يمكن أن يكون لها نفس التأثير. إذ ينفق المدونون وقتاً ثميـناً في شحذ تفكيرهم، فهم يردون على تعليقات القراء ويربطونهم بكتّـاب آخرين ويبتكرون أفكاراً مثيرة للاهتمام. بعضهم يطور المناهج الدراسية والوسائل التعليمية معاً والبعض الآخر يستعرض الموارد ويناقش مزايا الوسائل الفردية في التدريس. وتعد المناقشات الفلسفية حول ما هو مفيد في المدارس أشياء عادية طالما المعلمون يتحدثون في كل شيء بدءاً من الواجبات المنزلية ومروراً بتمارين التقييم وانتهاء بسياسات المدارس التي تؤثر في التدريس والتعلم.
لقد أصبحت المدونات منتدى للتعبير العام، والتعبير العام أمر ضروري للمربين المهتمين بصقـل وتنقيح أفكارهم حول التدريس والتعلم. وفي عصر التكنولوجيا الرقمية اليوم نجد ا، الأدوات الرقمية المجانية مثل المدونات ومواقع الويكي تضمن أن صوتك يمكن أن تجد له أذناً صاغية دون أي تكلفة تذكر إذ أن كل ما تحتاجه هو بعض الأفكار الجيدة ، قليل من العزيمة والإصرار وبعض المهارات الأساسية في تنسيق النصوص.
كتابة المدونات:
إن كنت على ثقـة من قدرتك في الكتابة فأبدأ بكتابة مدونتك الخاصة. وعلى الرغم من أن فكرة أن تصبح مدوناً قد تبدو للوهلة الأولى فكرة رهيبة، فإن معظم مواقع المدونات سهلة الاستخدام. بعـد أن تنشئ حساباً لك ستقوم بالعمل ضمن نوافذ مثل تلك التي تراها في أي برنامج لتنسيق النصوص وإن أشرطة الأدوات المألوفة ستمكنك من تغيير شكل الخطوط ولونها وحجمها، وإضافة الروابط وضبط المحتوى. وعندما تنتهي من كتابة ما تريد أضغط على الزر "أنشر" وستجد أن ما كتبتـه قد أخذ طريقـه تلقائيـاً إلى الانترنت.
قم باستكشاف مواقع المدونات التالية:
موقع تايب باد (www.typepad.com) وهو موقع خدمي لعمل مدونة يتطلب اشتراكاً مدفوع الثمن، لكنه يستحق الاستثمار فيه لأنه يتضمن مدىً كبيراً من المساعدة التقنيـة ويدعم كذلك إمكانية تخز0ين الملفات وهو الأمر الذي لا توفره مواقع المدونات المجانية في معظم الأحايين ولقد اخترت أنا موقع تايب باد لعمل مدونتي الخاصة التي أسميتها "المزاج المتطرف" الموجودة في هذا الرابط http://teacherleaders.typepad.com/the_tempered_radical
� موقع بلوغـر (www.bolgger.com) والميزة الوحيدة لموقع بلوغر هي أنه إنتاج مجاني لشركة غوغل "a free Google product" ومستخدمي غوغل يحتاجون فقط لاسم واحد وكلمة مرور واحدة ليدخلوا لكل ما تقدمه غوغل من خدمات، الشيء الذي يجعل الأمر سهلاً مثلما تستطيع الحصول على كل الأجهزة الرقمية من متجر واحد. ولرؤية مثال لمدونة في موقع بلوغر يمكنك زيارة الرابط التالي: http://thefischbowl.blogspot.com
� موقع اديوبلوغز (www.edublogs.org) وهو أحد المواقع المجانية الوحيدة المخصصة بالكامل للتربوبين. وميزة عمل مدونتك الرقمية في هذا الموقع هي أنك ستكون مرتبطاً باستمرار بمجتمع من الكتاب الذين يشبهونك في التفكير والذين ربما يكونون قراءً لك. ولرؤية مثال لمدونة في موقع اديوبلوغز يمكنك زيارة الرابط التالي: http://inpractice.edublogs.org
كتابة الويكي:
إن كنت ما تزال مبتدئً في العالم الرقمي فاعمل مع أقرانك لإنشاء ويكي تعاونية. والويكي عبارة عن مواقع الكترونية يمكن تحرير محتوياتها وهي -مثل المدونات - تتطلب مهارات تقنية قليلة لإجادتها، كما أن أشرطة الأدوات فيها تشبه أمثالها في برامج تحرير وتنسيق النصوص. وعندما تفرغ من حفظ المساهمات على صفحة الويكي ستجد أن عملك قد انتقل تلقائياً إلى الانترنت.
إن الفرق بين المدونات ومواقع الويكي هو أن الويكي تصمّم لتشترك وتتعاون فيها مجموعات من المستخدمين ويستطيع أي مستخدم بواسطة كلمة المرور المشتركة أن يحرر محتويات الويكي في أي وقت يشاء. و توفر الويكي أيضاً مجالس للنقاش في كل صفحة مما يتيح لمستخدميها الدخول في نقاشات ومحادثات مستمرة حول مشاريعهم. ونجد بعض المعلمين – مثل من أنشـأوا هذه الويكي (http://digitallyspeaking.pbwiki.com) - يستخدمون الويكي الخاصة بهم للتفكير والتباحث حول خصائص التدريس الفعال. وآخرون يستغلونها لإنشاء مخازن للمواد التي يستخدمها المعلمون الذين يعملون في منطقة واحدة مثل (http://cesa5mathscience.wikispaces.com) أو كمصدر للمعلمين لإنشاء كراسات كاملة للصفوف مثل ما نجده في هذه الويكي (http://anatowiki.wetpaint.com/?t=anon)
أبحث عن بعض الأقران كي تكتب معهم حول التدريس والتعليم. قم بتقسيم موضوعك إلى عناوين أو أقسام فرعية. ويمكن أن يكون المعلمون مسئولين عن إنشاء المحتويات في مجال خبرتهم. وفي إمكانهم أيضاً خلق أفكار رئيسية وإضافة روابط تقود إلى مصادر خارجية وتحميل المستندات الملائمة أو تضمين ملفات الفيديو. بعد ذلك أعهد للمستخدمين الذين لهم دراية باللغة أن يقوموا بتنقيح وتهذيب النص النهائي. ابحث عن أعضاء ذوي دراية بالهجاء وقواعد اللغة كي يصححوا الأخطاء الإملائية التي قد ترد بالنص.
إن عملية الكتابة في مواقع الويكي تعتبر أقل تعقيداً ورهبة من الكتابة في المدونات لأنك لا تكون مسئولاً بمفردك عمّا يُكتب فيها، وبدلاً من ذلك فإنك تشارك زملاءك في التفكير الأمر الذي يشكل نمطاً قوياً من أنماط النمو المهني.
وفيما يلي مواقع عديدة للويكي:
� موقع (http://pbwiki.com) وهو أحد المواقع التي أصبحت محببة للتربويين لسهولة استخدامها. وكمثال لذلك أنقر على الرابط التالي: http://staycurrent.pbwiki.com
� موقع (www.wikispaces.com) وهو من أوائل المواقع التي احتضنت التربويين ونتيجة لذلك يمكنك أن تطّلع على آلاف الويكي بهذا الموقع، وعلى سبيل المثال أنقر على الرابط التالي: http://digiteen.wikispaces.com
� أما موقع www.wetpaint.com فيعتبر أحد المواقع الجيدة المتاحة للتربويين، وهو أيضاً أحد المواقع الأكثر المثيرة للاهتمام. وبالاستخدام الجيد لأدوات والقوالب الحرفية فيه سيجعلك هذا الموقع بارعاً. وكمثال من هذا الموقع قم بزيارة الرابط التالي: http://anatowiki.wetpaint.com .
أرفع صوتك وحسّن أداءك:
على الرغم من أنني أستمتع بفرص التفكير والتعبير التي جعلتها الوسائل الرقمية أمراً ممكناً إلا أنني أجد أهمية أكبر في استخدام المدونات ومواقع الويكي لاكتساب التأثير كمعلم. ولقد أدركت في وقتٍ مبكرٍ أنني أمتلك خبراتٍ وتجاربَ قيـّمة أودُّ مشاركتها مع الجميع ابتداءً بالآباء وانتهاءً بصانعي القـرار. والآن وفيما يزيد قليلاً على العامين أجد أن مدونتي قد جذبت حوالي 350 قارئاً منتظماً. لم نعد نحن كمعلمين نجلس ونحن نحس بعدم الاقتناع ونتمنى أن لو كان لدينا تأثيرٌ أكبر على مهنتنا. لقد جعل المدونون ذلك ممكناً بالنسبة لنا جميعاً كي نكون ناشرين ولكي نرفع صوتنا عالياً لتحسين أداءنا بحجرات الدرس.
إن الوسائل الرقمية قد غيّـرتني كمعلم لأنني قدمت هذه الوسائل لطلابي. ونحن معاً نستخدم محركات البحث في استكشاف تشكيلات من مدونات الطلاب مثل www.pageflakes.com/wferriter/20982438 ونقوم بتنظيم المصادر التي ترد بالمواضيع ذات الصلة بالمنهج الدراسي كالوقود الحيوي وارتفاع درجة حرارة الأرض www.pageflakes.com/wferriter/22534539 ، ونكتب مدونة خاصة بحجرة الدرس للتفكير في الأحداث الجارية http://guysread.typepad.com/theblurb ونستخدم الويكي لنتعاون في المحتوى http://carbonfighters.pbwiki.com . إنني أدرس طـلابي كيف يستفزّون تفكير زملائهم الرقمـيين بتعليقاتهم وكيف يستمتعون بالأفكار الرائعة التي يضعها الآخرون في مدوناتهم الرقمية. وفي الوقت نفسه يتعلم طلابي كيف ينشئون ويتواصلون ويتعاونون مثلما يتعلمون إدارة وتقـييم المعلومات التي يجدونها على شبكة الانترنت.
تعتـبر كل هذه المهارات أساسيـة للطلاب كي ينجحوا في معظم عملهم المتدرج اليوم وفي أماكن عملهم غداً التي ستفتح فيه الشركات وتشجع التعاون الرقمي عبر الحدود وذلك بصورة أساسيـة لأنهم يدركون أن رأس المال البشري خارج الشركة سيكون أكبر من رأس المال البشري داخلها. وكما كتب دون تابسكوت و أنتوني ويليامز مؤلفو كتاب "ويكينومكس " في عام 2008 قائلين:-
هناك ثمة انتقال للقوة يجري حالياً وقانون جديد صارم للعمل يبدأ في الظهور . استفد من التعاون الجديد أو مُت. إن أولئك الذين يعجزون عن اغتنام هذه الفرصة سيجدون أنفسهم معزولين أكثر من أي وقت مضى ومنقطعين عن الشبكات التي تشارك وتحدث المعرفة لتحقيق قيمة ما"
إن المدونات ومواقع الويكي تقوم بتغـييرنا نحن كمتعلمين وتعـدّنا لمستقبل يقوده الإنتاج الجماعي والتعلم الشبكي. كل ما تحتاجه لكي تبـدأ هو الرغبة في الاستكشاف وإدراك أنواع الأدوات التي تجعل هذا العمل سهلاً.
ففي التقرير السنوي لمعهد "ألبرت شانكر" في عام 2002م كتب ألمور يقول :
"إنه شيء متوقع أن تصبح زيادة كمية تحصيل الطلاب وقياس الأدلة عن الأداء الأكاديمي ثم نشرها جزءاً من حديث الناس عن المدارس في الوقت الذي نجد فيه أن عدداً قليلاً من قنوات المعلومات الحديثة عن التعليم والتعلم هي التي تجد سبيلها إلى المدارس. كما وأن عدد الأساليب والإجراءات التي تعين المعلمين والإداريين على استيعاب وتبني وتطوير أفكار وتطبيقات جديدة قليل جداً. كذلك فإن المصادر لمساعدة أولئك الذين يعانون من مشاكل في فهم العلاقة بين الأداء الأكاديمي لطلابهم والتطبيقات التي ينخرطون فيها قليلة أيضاً. إنه من المثير للسخرية أن الوضع القائم لدينا هو أن المدارس أصبحت أماكن عدائية وغير مرحبة بالتعلم، إنها عدائية لتعليم الكبار وبسبب ذلك فهي بالضرورة عدائية لتعليم الطلاب".(صفحة 4-5)
إن التأكيد على أن المدارس قد أصبحت أماكن عدائية للتعلم أمر واضح، وإذا كنت قد عملتَ - أيها القارئ - في التدريس لأي قدر من الزمن فإنك ستكون ممن يخفضون رؤوسهم موافقـة عند سماع ما يقوله ألمور من أراء. إن تعليم الكبار غالباً ما ينحّى جانباً في المدارس – أو يقلّ الاهتمام به – إذ أن المربين في ركضهم اليومي، يلهثون وراء سياسة "لا طفـل يبقى دون مدرسة" "No child left behind".
إن الوقت القـليل الذي يمكن اختلاسه للتطوير المهني للمعلمين يضيـع في أغلب الأحيان في جلسات مع الخبراء تهتم بأحدث وسائل التكنولوجيا و نادراً ما يجد هؤلاء المعلمون وقتاً للاختيار الشخصي للتعلم أو عاملاً محبباً للمهنيـة، أو انخراطاً ذي معـنى في حوار مستمر عن التعـلم.
إن الذي يجعل التطوير المهني أكثر مدعاة للإحباط بالنسبة للمنخرطين فيه، هو أن معظم البرامج التي نتعرض لها مستمدة مباشرة من أحدث موضة تجتاح عالم الأعمال. وفي العشر سنوات الأخيرة كان هناك عدد لا يحصى من المدارس قد قرأ رواية (من الذي حرّك قطعة الجبن الخاصة بي؟) ودرس (السبع عادات للناس الأكثر فاعلية) ودرس (الحوارات الحاسمة) وفهم (من الجيد إلى الأفضل).
وعلى الرغم من أن معظم زملائي يدركون أن من الممكن أن يكون لجهود الإصلاح تأثير قليل على تعليم الطلاب فإنهم كثيراً ما يبدون غير راغبين في تحدي الوضع الراهن، ويصرّون على القول إنه لا شيء يتغير. هذه هي الطريقة التي دائما ما كان يتم بها التطوير المهني. فقط أحضر كومة كبيرة من الأوراق وأشرع في تقييمها وستجد نفسك مشغولاً دائماً. إن تاريخ تجارب التطوير المهني البائسة قد تركهم متراخين وخاملين، يئنون عندما يمنحون الفرصة للتعلم.
أزمنة متغيرة وآلات متغيرة:
لقد تغيرت الزمان في اتجاهين هامين منذ أن بدأ ألمور في وصف البيئة التعليمية بالعدائية والتي أهملت المدارس وراءها.
أولاً:- هناك تركيز جديد على أهمية التعليم الجماعي وسط ألمعلمين في المدارس. لقد بدأ المعلمون في الاعتقاد في القدرة الإنسانية في كلياتهم في إيجاد فرص للمعلمين ليفكروا معاً في التعليم.
ثانيا: إن الأدوات الرقمية تساعد الآن في تحقيق رغبة ألمور في إيجاد قنوات معلوماتية حديثة يمكن من خلالها للمعرفة أن تجد طريقها إلى المدارس، وتحديداً فإن آلاف المربين النشطين يكتبون الآن مدوناتهم حول التدريس والتعليم ويحققون الشفافية لخبراتهم.
ونجد في كل منطقة وفي كل مرحلة وفي كل المدارس ذات الأحجام المختلفة ومن مواقع جغرافية مختلفة أن أولئك المربين يفكرون بهمة حول قضايا التدريس ويتحدون الواقع ويناقشون السياسات ويعطون النصح ويضعون الحلول ويتعلمون معاً وكل هذه المعارف جاهزة ومتاحة للجميع بلا مقابل.
ولقد وجدت بقليل من الوقت والجهد مجموعة من الكتّاب الذين عرضوا علي كثيراً من أفكارهم المثيرة للاهتمام في يوم واحد أكثر مما تعرضت له في العشر سنوات الماضية للتطوير المهني المكلف. إن النمو المهني بالنسبة لي يبدأ بتصفح المدونات لمدة عشرين دقيقة كل صباح وبغربلة أفكار المنخرطين في التعليم الذين ربما لم يكن في مقدوري أبداً التعلم منهم بطريقة غير هذه أو أن يترجم عملهم هذا إلى ما كنت أقوم به مع الطلاب.
هذا التعلم كان منطقيا بامتياز ومدفوعاً بالاهتمامات الشخصية ومتصلاً بالواقع في حجرات الدراسة. لقد قدمت المدونات معياراً للتمايز والتحدي كنت قد افتقدته طويلاً لخطتي في التعليم المهني. إنني أعاني في خصائص التطوير المهني الفعال مع باتريك هجنز في مدونته http://www.chalkdust101.wordpress.com وفي عناصر التعليم عالي الجودة للطلاب ذوي المستويات المتوسطة مع دينا استراسر في مدونتها http://theline.edublogs.org . أما أسكوت مكلويد فيجبرني في مدونته www.dangerouslyirrelevant.org على التفكير في قيادة التغيير بالمدرسة وكذلك تفعل نانسي فلاناجان في مدونتها http://teacherleaders.typepad.com/teacher_in_a_strange_land إذ تساعدني في فهم العلاقة بين سياسة التعليم والممارسة داخل حجرات الدراسة. أما جون هولاند في مدونته http://circle-time.blogspot.com ولاري فرلازو وبرين كروسبي وآليس ميرسر في مدونتهم http://inpractice.edublogs.org فقد فتحوا عينيّ على تحديات العمل في المجتمعات ذات الاحتياجات العليا. وأكثر من ذلك فإن قراء مدونتي الخاصة يتحدون تفكيري بتعليقاتهم الاستفزازية يوماً بعد يوم. أحد القراء من ولاية تكساس ويدعى مايك ينخرط في النقاش فيما يتعلق بتمكين المعلمين لأداء أدوار أكبر. أما ك. بوردن وهو والد أحد الطلاب ومن نفس الحي الذي أعمل فيه فإنه يدفع تفكيري إلى مساءلة ومحاسبة المدارس فيما يتعلق بالتحسين. أما استيف وهو معلم من ولاية كارولينا الشمالية فيضفي خبرته على النقاش حول المناهج الدراسية. أما بوب هيني الذي يعمل باحثاً تربوياً منذ فترة طويلة فله آراء فريدة في استخدام الصف للتكنولوجيا. لقد قابلت عدداً قليلاً من أولئك الناس بصورة شخصية ومع ذلك فإنني أعتبرهم جزءاً حيوياً وهاماً من تعليمي ونموي المهني.
قراءة المدونات:
كلما اقترحت على زملائي أن يجعلوا المدونات مصدراً من مصادر التعلم المستمر لديهم فإنني أفاجأ بأن أول ردة فعلهم عادة هو قولهم: ليس لدي الوقت لزيارة عشرات المواقع الالكترونية كل يوم لقراءة المقالات ، هناك دروس أود تحضيرها وأوراق عليّ مراجعتها وتقييمها وهناك أولياء أمور عليّ الاتصال بهم وعندي أسرة أود رعايتها. هذا يحدث عندما أوجههم إلى محركات البحث وهي الأدوات الرقمية الأكثر أهمية للمتعلم اليوم لأنها تيسر وتسهل له مسألة فرز الكميات الهائلة من المقالات التي تضاف باستمرار إلى شبكة الانترنت.
وكما هو معلوم فإن محركات البحث عبارة عن أدوات مجانية تستطيع وبصورة تلقائية أن تفحص أي موقع إليكتروني عشرات المرات كل يوم للبحث عن أي مقال جديد، وهي بذلك تقلل من الوقت الذي يضيع في التصفح لدي الباحث. وبمحركات البحث هذه ينتقل التعلم من كونه عملية بحث مملة في ألاف المواقع إلى التصفح السريع في أفكار كتّاب موثوق بهم وبكتاباتهم. وعلى الرغم من وجود الآلاف من المواقع التي يمكن أن تغذي القارئ ويمكن المفاضلة فيما بينها إلا أن موقع بيج فليكس www.pageflakes.com يعتبر الموقع المفضل لديّ وهو في المقام الأول لأنه يحتوي على تصميم مريح للنظر وهو بالتالي يسهل عملية القراءة. وقد أضاف هذا الموقع قسماً فرعياً للمعلمين http://teacher.pageflakes.com يحتوي على زاوية للتقييم المباشر (أون لاين) كما يحتوي على قائمة للمهام التي يتوجب أداؤها ويحتوي كذلك على أداة مدمجة لتعليم الكتابة. إن ما أحببته أكثر في هذا الموقع هو أن في إمكان مستخدميه إنشاء مدونة خاصة بهم وإنشاء منتدىً للنقاش وإنشاء صفحة للبداية تحتوي على فرص تتيح القراءة والكتابة والتحدث للمعلمين والطلاب على السواء.
كيفية البداية كقـارئ:
لكي تجعل المدونات جزءاً من حياتك اليومية وتصبح محترفاً عليك أن تضع النقاط التالية في الاعتبار:
� أبدأ باستخدام محرك البحث كأداة تعليمية لبضعة أسابيع. أبحث عن مدونات عديدة تستهدف المربين في مرحلتك أو في منطقتك وقم بترتيبها كما تشاء. وأفضل طريقة للبحث عن المدونات يمكن أن تكون عبر الموقع http://supportblogging.com الذي يتضمن قائمة تحتوي على مئات المدونات مصنفـة إلى فئات معينة، على سبيل المثال هناك مدونات التربية، مدونات المدراء، مدونات المعلمين، مدونات حجرات الدرس، مدونات أمناء المكتبات ...الخ. إن لدى محركات البحث مثل بيج فليكس وغوغل ريدر www.reader.google.com وبلوج لاينز www.boglines.com العديد من القوالب التعليمية التي تم تصميمها خصيصاً لمساعدة المستخدمين الجدد كي ينشئوا مدوناتهم.
� إن كنت غير متأكد من أين تبدأ فإنني أدعوك للقيام بجولة في المدونات التي قمت بتنظيمها في مدونتي في بيج فليكس www.pageflakes.com/wferriter/16618841. إنني أقرأ هذه المدونات طوال الوقت، بعضها يتركني في وضع المتحدي وبعضها يتركني غاضباً والبعض الآخر يتركني مبعثراً لكنها جميعاً تتركني حيوياً ونشطاً وعلى استعداد للتعلم أكثر. وربما يجد معلمو المدارس ضالتهم في مجموعة المدونات الموجودة بهذا الموقع www.pageflafes.com/wferriter/23697456 .
� خصص لنفسك بضع دقائق كل يوم لتصفح التغيرات التي تحدث في محتوي مجموعتك ، لاحظ كيف تضاف المواضيع الجديدة تلقائياً. التزم مع نفسك بقراءة مداخلتين اثنتين أو ثلاثة كل أسبوع. أبحث عن المواضيع التي تحثك وتستفز تفكيرك. ضع بعض التعليقات لكتاب تلك المواضيع ثم انظر إن كانوا سيردون أم لا. أشرك قراءً آخرين في نقاشات ومناظرات ودية.
� أخبر الآخرين عن مدى استمتاعك بتوسع تفكيرك عن طريق المدونات التي تقرأها. أستخدم حماسك في توليد زخم حول الإمكانيات المتاحة لجعل التعليم المهني فاعلاً وسهلاً وممتعاً.
� شارك أقرانك وزملاءك في محرك البحث ثم أبدأ معهم في استكشافه ، سل زملاءك حول أكثر المواضيع التي قرءوها إمتاعاً واجعل ذلك محور حديث مع زميل لك حول موضوع في مدونة على الأقل مرتين كل أسبوع.
مع مرور الوقت ستبدأ في رؤية تغيير حقيقي وجوهري في نوعية المناقشات والأحاديث التي تعـقدها مع أقرانك ، فبدلاً من الثرثرة والحديث حول عطلة آخر الأسبوع ستجد نفسك تناقش في مزايا التجارب والخبرات التي صادفتها في الانترنت، ولعلها ستكون المرة الأولى التي سيعمل فيها زملاؤك على أساس مشترك لأفكار جديدة يمكن أن تثري نموك وتفكيرك التعاوني.
كتابة المدونات والويكي:
على الرغم من أن قراءة المدونات تعد من أنجع السبل لإدخال أحدث وسائل القرن الحادي والعشرين في خططك للتعليم المهني فإن كتابة مدونتك الخاصة حول التدريس يمكن أن يكون لها نفس التأثير. إذ ينفق المدونون وقتاً ثميـناً في شحذ تفكيرهم، فهم يردون على تعليقات القراء ويربطونهم بكتّـاب آخرين ويبتكرون أفكاراً مثيرة للاهتمام. بعضهم يطور المناهج الدراسية والوسائل التعليمية معاً والبعض الآخر يستعرض الموارد ويناقش مزايا الوسائل الفردية في التدريس. وتعد المناقشات الفلسفية حول ما هو مفيد في المدارس أشياء عادية طالما المعلمون يتحدثون في كل شيء بدءاً من الواجبات المنزلية ومروراً بتمارين التقييم وانتهاء بسياسات المدارس التي تؤثر في التدريس والتعلم.
لقد أصبحت المدونات منتدى للتعبير العام، والتعبير العام أمر ضروري للمربين المهتمين بصقـل وتنقيح أفكارهم حول التدريس والتعلم. وفي عصر التكنولوجيا الرقمية اليوم نجد ا، الأدوات الرقمية المجانية مثل المدونات ومواقع الويكي تضمن أن صوتك يمكن أن تجد له أذناً صاغية دون أي تكلفة تذكر إذ أن كل ما تحتاجه هو بعض الأفكار الجيدة ، قليل من العزيمة والإصرار وبعض المهارات الأساسية في تنسيق النصوص.
كتابة المدونات:
إن كنت على ثقـة من قدرتك في الكتابة فأبدأ بكتابة مدونتك الخاصة. وعلى الرغم من أن فكرة أن تصبح مدوناً قد تبدو للوهلة الأولى فكرة رهيبة، فإن معظم مواقع المدونات سهلة الاستخدام. بعـد أن تنشئ حساباً لك ستقوم بالعمل ضمن نوافذ مثل تلك التي تراها في أي برنامج لتنسيق النصوص وإن أشرطة الأدوات المألوفة ستمكنك من تغيير شكل الخطوط ولونها وحجمها، وإضافة الروابط وضبط المحتوى. وعندما تنتهي من كتابة ما تريد أضغط على الزر "أنشر" وستجد أن ما كتبتـه قد أخذ طريقـه تلقائيـاً إلى الانترنت.
قم باستكشاف مواقع المدونات التالية:
موقع تايب باد (www.typepad.com) وهو موقع خدمي لعمل مدونة يتطلب اشتراكاً مدفوع الثمن، لكنه يستحق الاستثمار فيه لأنه يتضمن مدىً كبيراً من المساعدة التقنيـة ويدعم كذلك إمكانية تخز0ين الملفات وهو الأمر الذي لا توفره مواقع المدونات المجانية في معظم الأحايين ولقد اخترت أنا موقع تايب باد لعمل مدونتي الخاصة التي أسميتها "المزاج المتطرف" الموجودة في هذا الرابط http://teacherleaders.typepad.com/the_tempered_radical
� موقع بلوغـر (www.bolgger.com) والميزة الوحيدة لموقع بلوغر هي أنه إنتاج مجاني لشركة غوغل "a free Google product" ومستخدمي غوغل يحتاجون فقط لاسم واحد وكلمة مرور واحدة ليدخلوا لكل ما تقدمه غوغل من خدمات، الشيء الذي يجعل الأمر سهلاً مثلما تستطيع الحصول على كل الأجهزة الرقمية من متجر واحد. ولرؤية مثال لمدونة في موقع بلوغر يمكنك زيارة الرابط التالي: http://thefischbowl.blogspot.com
� موقع اديوبلوغز (www.edublogs.org) وهو أحد المواقع المجانية الوحيدة المخصصة بالكامل للتربوبين. وميزة عمل مدونتك الرقمية في هذا الموقع هي أنك ستكون مرتبطاً باستمرار بمجتمع من الكتاب الذين يشبهونك في التفكير والذين ربما يكونون قراءً لك. ولرؤية مثال لمدونة في موقع اديوبلوغز يمكنك زيارة الرابط التالي: http://inpractice.edublogs.org
كتابة الويكي:
إن كنت ما تزال مبتدئً في العالم الرقمي فاعمل مع أقرانك لإنشاء ويكي تعاونية. والويكي عبارة عن مواقع الكترونية يمكن تحرير محتوياتها وهي -مثل المدونات - تتطلب مهارات تقنية قليلة لإجادتها، كما أن أشرطة الأدوات فيها تشبه أمثالها في برامج تحرير وتنسيق النصوص. وعندما تفرغ من حفظ المساهمات على صفحة الويكي ستجد أن عملك قد انتقل تلقائياً إلى الانترنت.
إن الفرق بين المدونات ومواقع الويكي هو أن الويكي تصمّم لتشترك وتتعاون فيها مجموعات من المستخدمين ويستطيع أي مستخدم بواسطة كلمة المرور المشتركة أن يحرر محتويات الويكي في أي وقت يشاء. و توفر الويكي أيضاً مجالس للنقاش في كل صفحة مما يتيح لمستخدميها الدخول في نقاشات ومحادثات مستمرة حول مشاريعهم. ونجد بعض المعلمين – مثل من أنشـأوا هذه الويكي (http://digitallyspeaking.pbwiki.com) - يستخدمون الويكي الخاصة بهم للتفكير والتباحث حول خصائص التدريس الفعال. وآخرون يستغلونها لإنشاء مخازن للمواد التي يستخدمها المعلمون الذين يعملون في منطقة واحدة مثل (http://cesa5mathscience.wikispaces.com) أو كمصدر للمعلمين لإنشاء كراسات كاملة للصفوف مثل ما نجده في هذه الويكي (http://anatowiki.wetpaint.com/?t=anon)
أبحث عن بعض الأقران كي تكتب معهم حول التدريس والتعليم. قم بتقسيم موضوعك إلى عناوين أو أقسام فرعية. ويمكن أن يكون المعلمون مسئولين عن إنشاء المحتويات في مجال خبرتهم. وفي إمكانهم أيضاً خلق أفكار رئيسية وإضافة روابط تقود إلى مصادر خارجية وتحميل المستندات الملائمة أو تضمين ملفات الفيديو. بعد ذلك أعهد للمستخدمين الذين لهم دراية باللغة أن يقوموا بتنقيح وتهذيب النص النهائي. ابحث عن أعضاء ذوي دراية بالهجاء وقواعد اللغة كي يصححوا الأخطاء الإملائية التي قد ترد بالنص.
إن عملية الكتابة في مواقع الويكي تعتبر أقل تعقيداً ورهبة من الكتابة في المدونات لأنك لا تكون مسئولاً بمفردك عمّا يُكتب فيها، وبدلاً من ذلك فإنك تشارك زملاءك في التفكير الأمر الذي يشكل نمطاً قوياً من أنماط النمو المهني.
وفيما يلي مواقع عديدة للويكي:
� موقع (http://pbwiki.com) وهو أحد المواقع التي أصبحت محببة للتربويين لسهولة استخدامها. وكمثال لذلك أنقر على الرابط التالي: http://staycurrent.pbwiki.com
� موقع (www.wikispaces.com) وهو من أوائل المواقع التي احتضنت التربويين ونتيجة لذلك يمكنك أن تطّلع على آلاف الويكي بهذا الموقع، وعلى سبيل المثال أنقر على الرابط التالي: http://digiteen.wikispaces.com
� أما موقع www.wetpaint.com فيعتبر أحد المواقع الجيدة المتاحة للتربويين، وهو أيضاً أحد المواقع الأكثر المثيرة للاهتمام. وبالاستخدام الجيد لأدوات والقوالب الحرفية فيه سيجعلك هذا الموقع بارعاً. وكمثال من هذا الموقع قم بزيارة الرابط التالي: http://anatowiki.wetpaint.com .
أرفع صوتك وحسّن أداءك:
على الرغم من أنني أستمتع بفرص التفكير والتعبير التي جعلتها الوسائل الرقمية أمراً ممكناً إلا أنني أجد أهمية أكبر في استخدام المدونات ومواقع الويكي لاكتساب التأثير كمعلم. ولقد أدركت في وقتٍ مبكرٍ أنني أمتلك خبراتٍ وتجاربَ قيـّمة أودُّ مشاركتها مع الجميع ابتداءً بالآباء وانتهاءً بصانعي القـرار. والآن وفيما يزيد قليلاً على العامين أجد أن مدونتي قد جذبت حوالي 350 قارئاً منتظماً. لم نعد نحن كمعلمين نجلس ونحن نحس بعدم الاقتناع ونتمنى أن لو كان لدينا تأثيرٌ أكبر على مهنتنا. لقد جعل المدونون ذلك ممكناً بالنسبة لنا جميعاً كي نكون ناشرين ولكي نرفع صوتنا عالياً لتحسين أداءنا بحجرات الدرس.
إن الوسائل الرقمية قد غيّـرتني كمعلم لأنني قدمت هذه الوسائل لطلابي. ونحن معاً نستخدم محركات البحث في استكشاف تشكيلات من مدونات الطلاب مثل www.pageflakes.com/wferriter/20982438 ونقوم بتنظيم المصادر التي ترد بالمواضيع ذات الصلة بالمنهج الدراسي كالوقود الحيوي وارتفاع درجة حرارة الأرض www.pageflakes.com/wferriter/22534539 ، ونكتب مدونة خاصة بحجرة الدرس للتفكير في الأحداث الجارية http://guysread.typepad.com/theblurb ونستخدم الويكي لنتعاون في المحتوى http://carbonfighters.pbwiki.com . إنني أدرس طـلابي كيف يستفزّون تفكير زملائهم الرقمـيين بتعليقاتهم وكيف يستمتعون بالأفكار الرائعة التي يضعها الآخرون في مدوناتهم الرقمية. وفي الوقت نفسه يتعلم طلابي كيف ينشئون ويتواصلون ويتعاونون مثلما يتعلمون إدارة وتقـييم المعلومات التي يجدونها على شبكة الانترنت.
تعتـبر كل هذه المهارات أساسيـة للطلاب كي ينجحوا في معظم عملهم المتدرج اليوم وفي أماكن عملهم غداً التي ستفتح فيه الشركات وتشجع التعاون الرقمي عبر الحدود وذلك بصورة أساسيـة لأنهم يدركون أن رأس المال البشري خارج الشركة سيكون أكبر من رأس المال البشري داخلها. وكما كتب دون تابسكوت و أنتوني ويليامز مؤلفو كتاب "ويكينومكس " في عام 2008 قائلين:-
هناك ثمة انتقال للقوة يجري حالياً وقانون جديد صارم للعمل يبدأ في الظهور . استفد من التعاون الجديد أو مُت. إن أولئك الذين يعجزون عن اغتنام هذه الفرصة سيجدون أنفسهم معزولين أكثر من أي وقت مضى ومنقطعين عن الشبكات التي تشارك وتحدث المعرفة لتحقيق قيمة ما"
إن المدونات ومواقع الويكي تقوم بتغـييرنا نحن كمتعلمين وتعـدّنا لمستقبل يقوده الإنتاج الجماعي والتعلم الشبكي. كل ما تحتاجه لكي تبـدأ هو الرغبة في الاستكشاف وإدراك أنواع الأدوات التي تجعل هذا العمل سهلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق