الأحد، 19 ديسمبر 2010

الأساليب الحديثة لتطوير المناهج

الأساليب الحديثة لتطوير المناهج

أهم الأساليب العامة لتطوير المناهج الدراسية
تختلف ماهية عملية تطوير المناهج وأسسها وخطواتها باختلاف مفهوم المنهج الدراسي ، فمن هذا المفهوم تنطلق مختلف عمليات التطوير ، وبناء عليه فيمكن تقسيم أساليب تطوير المناهج إلى صنفين :
أولا : أساليب قديمة ؛ وهي المتبعة قبل التطوير التربوي المعاصر حين كان مفهوم المنهج يقتصر على المعلومات فقط .
ثانيا: أساليب حديثة ؛ وهي التي استحدثت بعد اتساع مفهوم المنهج الدراسي ليشمل مختلف الخبرات التي تقدمها المؤسسة التربوية لمنسوبيها تحت إشرافها . وفيما يلي بيان ذلك :
أولاً : أهم الأساليب القديمة لتطوير المناهج :
نبعت هذه الأساليب من طبيعة مفهوم المنهج الدراسي من حيث كونه من موضوعات الدراسة في صورة مقرر أو مادة دراسية في مجال من مجالات الدراسة.
وبهذا الاهتمام الخاص بالمعلومات فإن تطوير المناهج اتخذ أساليب معينة من أهمها :
أ‌: الحذف والإضافة والتعديل والاستبدال .
هذه الأساليب كلها معروفة من حيث أن تنفيذها لا يستغرق وقتا وجهدا كبيرين : فحذف موضوع يشغل فصلاً في كتاب ، أو إضافة موضوع جديد يمكن أن يعالج في ملزمة مطبوعة من الأوراق ، أو استبدال موضوع بموضوع آخر، أو تعديل المعلومات الواردة في موضوع معين أو مادة بأخرى أو كتاب بآخر .
كل ذلك لا يشكل صعوبة كبيرة لدى المعنيين بالمناهج ، كما أنها قليلة التكلفة وسهلة التنفيذ ، الأمر الذي ساهم في بقائها إلى اليوم في كثير من الدول النامية.
والواقع أن هذه الأساليب ليست مرفوضة لذاتها , ولكنها مرفوضة لأنها لا تستند إلى أساليب علمية .
فالحذف أو الإضافة أو التعديل أو الاستبدال ؛ ينبغي أن يتم بناء على أسباب تم التوصل إليها بالطرق العلمية الصحيحة , وأن يراعى فيها الأسس السليمة .

ب : أهم المآخذ على الأساليب التقليدية لتطوير المناهج
1- أنه تطوير يتناول جزءا من المنهج ، مما سبب خللاً بالنظرة الشاملة للمنهج ، وبالتناسق المطلوب بين مختلف مناهج المستوى الدراسي ، وبعملية التعليم التتابعي .
2- أن هذا الأسلوب لا يعتمد على خطوات علمية .
3- أن عملية التطوير هذه لا تكون عملية مستمرة بل هي ردود أفعال لحل بعض المشكلات .
4- أنه لا يصاحب هذا التطوير دائما تدريب للمعلمين .
5- أن هذا التطوير لا يهتم باللغة العربية الفصحى إلا عند تطوير مناهج اللغة العربية بالذات .
ثانيا : الأساليب الحديثة لتطوير المناهج :
أ : التحليل والاستنباط :
عملية التحليل والاستنباط تبدأ مع بداية كل من تخطيط المنهج أو تطبيقه وتستمر معه وهذا يتيح لعملية تطوير المناهج أن تبدأ هي الأخرى مع بدء كل من هاتين العمليتين.فعند تخطيط المناهج تكون نقطة البدء هي جمع معلومات عن مصادر المنهج,ويجري تحليل هذه المعلومات فإذا رؤي أنها تحتاج إلى استكمال أو إعادة ترتيب فإن ما تم تنفيذه يعتبر تطويرا للمنهج في أثناء تخطيطه،وكذلك الأمر بالنسبة لعملية تطبيق المنهج,فإذا بدئ في تنفيذ المنهج وتم تحليل طرائق التدريس-على سبيل المثال – المطبقة فيه ولوحظ أنها في حاجة إلى تطوير وتم هذا, فإن التحسن الذي أدخل على طرائق التدريس- مع أخذ هذا التحسن في الاعتبار بالنسبة لعناصر المنهج الأخرى- يعتبر تطوير المنهج الدراسي .هذا الأسلوب يساعد عملية تطوير المناهج بأن تبدأ حتى قبل التطبيق مما يسهم في تحسين المناهج الدراسية في مختلف مراحل إعدادها وتطبيقها.
ب: المقارنة بمناهج أخرى :
إن التقدم العلمي والتقني التربوي المعاصر أصبح من أهم العوامل الفارقة بين الدول. ولا يقتصر هذا التقدم على مجال دون أخر. وإذا كانت الصناعة قد استأثرت بالنصيب الأوفى من هذا التقدم فإن التعليم بعامة والمناهج بخاصة قد أصابها قدر وافر منه في الدول المتقدمة.
فالمجتمعات المتقدمة تتابع ما يحدث في المجتمعات الأخرى من تطوير تربوي بعامة وفي المناهج الدراسية بخاصة ، وتتخذ لهذا سبيل الدراسات المقارنة الذي يعد من أهم أساليب تطوير المناهج في الدول المتقدمة.
والدول المتقدمة حين تقارن بين مناهجها الدراسية ومناهج دول أخرى ، فإنها تقارن بين مناهجها ـ كدولة متقدمة ـ مع مناهج دولة أخرى متقدمة .
أما ما يحدث في الدول النامية ـ والدول الإسلامية على وجه الخصوص ـ فيختلف تماماً ؛ فإن ما يحدث في غالب الأحيان ليس دراسة مقارنة بل عملية نقل عن الغير ، ولهذا عواقب وخيمة ، خاصة لو كان النقل متعلقاً بمناهج العلوم الاجتماعية .
ومن الأولى أن تشمل الدراسات المقارنة مناهج الدول التي تتشابه في مرحلة التقدم وفي الظروف المحيطة بها والمشكلات التي تواجهها، وبخاصة البلدان الإسلامية. لما لهذا من الفوائد العديدة ، ومنها:
1- أن المشكلات التي تواجهها هذه البلدان – في غالبها – متشابهة .
2- أن الاجتهادات في التطوير وحل المشكلات في كل دولة سوف تكون – من الوجهة العملية – أكثر قبولا وأكثر فائدة لبقية الدول نظرا لتشابه الظروف فيها.
3- أن الخبرات التي سوف تتبادلها هذه البلدان سوف تكون – في الغالب – خالية من التعارض مع العقيدة.
4- أن التعاون في تطوير المناهج، سوف يؤدي إلى مزيد من التعاون في المجالات التربوية الأخرى.
جـ: البحث العلمي والتجريب التربوي :
إن البحث العلمي في وقتنا الحاضر قد أصبح عماد التقدم في الدول ، بل أصبح من أهم العوامل التي تفرق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة .
والمتتبع للتطوير التربوي المعاصر يدرك أنه مجال لجميع معطيات البحث العلمي والتقدم التقني ، فالتطوير الذي نلاحظه في جميع عناصر المنهج الدراسي كان بفضل البحث العلمي والتجريب التربوي .
د: استشراف المستقبل :
التغيرات الكثيرة التي تسود عالم اليوم تجعل الإنسان تواقاً إلى أن يرسم صورة ولو تقريبية للغد، والاتجاه نحو الترشيد في الجهد والوقت والإمكانات البشرية والمادية الذي أصبح من ضرورات الحياة بالنسبة للأفراد والمجتمعات،جعل استطلاع مقومات الحياة في المستقبل أساساً لهذا الترشيد، و يعلم العاملون بشؤون التخطيط للتنمية في مختلف المجالات أن معرفة الصورة التي يمكن أن يكون عليها المستقبل ، تجعل التخطيط أقرب إلى الواقع، وتقلل من احتمالات الخطأ فيه ، وتحمي من العمل العشوائي أو المبني على التخمين دون ضوابط عليه .
فلا يعتمد الاستشراف على الحدس أو التخمين أو البداهة ولكن يستخدم نظريات علمية حديثة تربط بين الماضي والحاضر و المستقبل .
ويعد الاستشراف من أهم الاتجاهات الحديثة في تطوير المناهج الدراسية استشراف المستقبل ، إذ وفق صورة المجتمع التي يستشرفها علماء الدراسات المستقبلية تتطور المناهج الدراسية في مختلف مجالات الدراسة لكي تحققها.

هناك 3 تعليقات: