الجمعة، 5 نوفمبر 2010

الوسائل المعينة في تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية

الوسائل المعينة في تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية

تستخدم الوسائل المعينة في تدريس الدراسات الاجتماعية على نطاق واسع لتزويد التلاميذ بالخبرات الجديدة ، فهي تكشف غموض الماضي ، وتغير الحاضر ، وبعث الروح والمعنى في محتوى المادة المقروءة ، وتفسر الخبرات وتضيف إليها الأبعاد والمعاني الضرورية ، التي قد يكون من الصعب على التلاميذ استجلاؤها وتلمسها .
أن تدريس الدراسات الاجتماعية يواجه الكثير من الصعوبات بحسب طبيعتها ، من ذلك مثلاً :
1- ارتباطها بالآماد الزمانية .
2- اختلاط الأحداث والتواريخ.
3- إدراك العلاقات المكانية .
4- إدراك علاقات التأثير والتأثر بين الأفراد والظواهر .
5- إدراك أسباب الظواهر الطبيعية والاجتماعية المحيطة .
6- تعسير أساليب حياة الآخرين في إطارها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .
7- التفكير في مفاهيم العدل والحرية والظلم والحق والواجب والضعف والنوع . الخ
لذا فان استخدام الوسائل المعينة في تدريسها يصبح أكثر ضرورة في جميع مراحل الدرس سواء منها:
في مرحلة التمهيد للدرس : كأن يستخدم المعلم الوسائل المعينة في عرض المشكلة أو النشاط لجذب انتباه التلاميذ ، وإثارة حب الاستطلاع لديهم وحفزهم على المشاركة في الأنشطة التعليمية التعلمية المرتبطة بها أم في مرحلة توضيح الأفكار والمعلومات والحقائق والعلاقات والتنظيمات للتلاميذ وتفسيرها كلها ليتفهموا مادة الدرس والمشكلات الحقيقية التي يتعرضون لها .
واستخدام الوسائل المعينة يصبح أكثر ضرورة لتلافي النقص الحاصل في المادة الدراسية الموجودة في الكتاب المدرسي .
ولإقامة الدليل الذي يؤكد المعنى المقصود من الدرس ويجعله أكثر وضوحاً ، ولتدريب التلاميذ على الاستنتاج ومراجعة المعلومات التي سبق لهم درستها وتلخيصها .
إضافة إلى إمكانية استخدام الوسائل المعينة في تقويم التلاميذ فقد يستخدم المعلم الخرائط أو الرسوم البيانية للوقوف على قدرة التلاميذ على الاستنتاج والتفسير لمعرفة مدى نجاحه في توضيح الدرس أو حل المشكلة ।


مفوم الوسيلة المعينة :

ويعرف ادجار ديل الوسائل المعينة ، بأنها المواد التي لا تعتمد أساساً على القراءة أو استخدام الألفاظ والرموز لنقل معانيها وفهمها ، والتي يمكن بواسطتها زيادة جودة التدريس ، وتزويد التلاميذ بخبرات تعلمية تعلمية باقية الأثر .
فالوسيلة المعينة تساعد على الإسراع في عملية فهم لدرس وإكساب التلاميذ الخبرات العميقة في شرح الحقائق الاجتماعية، كما تساعد على تشويقهم إلى حب المادة المدروسة ، وإقبالهم على دراستها ، وتثبيت المعلومات في أذانهم بالإضافة إلى إنها تختصر كثيراً من الوقت والجهد المبذولين من قبل المعلم .
وبما أن خبرات الإنسان المكتسبة تأتي عن طريق الحواس ، فالوسائل المعينة بالاستناد إلى هذه الحواس تعتمد بالدرجة الأولى على عنصر الإثارة الحسية التي تحدثها الوسيلة المعينة .
وتقسم الوسائل المعينة لمادة الدراسات الاجتماعية بالاستناد إلى الحواس وسائل بصرية مثل السبورة بأنواعها المختلفة والخرائط والكرات الأرضية والسماوية والصور والإحصاءات والرسوم البيانية وطوابع البريد والنماذج والعينات والشرائح والأفلام ومنضدة الرمل وغيرها ، ووسائل سمعية مثل الإذاعة والتسجيلات الصوتية ، والأفلام المتحركة والتمثيليات والتلفزيون والحاسوب ، وسنعرض فيما يلي لأهمها ।

أهم الوسائل المعينة المستخدمة في مادة الدراسات الاجتماعية :

أولاً : العينات :

تعد العينات من الوسائل المعينة الضرورية في تدريس المواد الإجتماعية , ذلك لأن العينات ليست صور الأشياء وإنما واقعها وجزء من المادة نفسها , فالتلميذ يتصل بالشيء نفسه مباشرة , ويعتمد على حواسه في استخلاص المعلومات منها . ذلك أن المواد الإجتماعية ترتبط بالبعدين الزماني والمكاني .
وتمكن العينات التلميذ من إدراكها , شريطة أن تتناسب ومستوى التلاميذ وموضوع الدرس . والعينات كثيرة منها , الملابس والأزياء , والأدوات المنزلية القديمة ,والأسلحة , والنقود والطوابع التذكارية , وأدوات الزراعة والصناعة والصيد ,والمواد الخام , والآثار وغيرها . ولا يشترط بالعينات أن تكون متعلقة بالماضي بل قد تكون من أشياء مقتطعة من الحياة الحاضرة كالصخور والنقود والملابس وغيرها .
ويعمد المعلم للاستعانة بالعينات لصعوبة تعلم التلاميذ في الظروف الطبيعية بالخبرة المباشرة أي إن العينات بديلة عن الواقع ذاته , لذلك كان من الضروري أن يزود المعلم تلاميذه ببيانات تفصيلية عنها , مثل مصور وتاريخ إعدادها وبيئتها الطبيعية ونفعها للإنسان ॥ الخ وأن يفسح المجال لهم لتناولها وفحصها بأنفسهم وإبداء رأيهم فيها وتشجيعهم على جمعها واقتنائها وحفظها سواء بتثبتها على لوحات من الورق المقوى أو الخشب أو وضعها في علب الزجاج, أو جمعها في متحف مدرسي صغير ।

ثانياً : النماذج :

النموذج هو : تقليد مجسم للشيء الحقيقي بصورة مصغرة, يستخدمه المعلم في حال تعذر إحضار الأشياء ذاتها , فالعلم يستعيض عن الشيء الأصلي بنموذج يضاهيه في الشكل والتفاصيل إلى حد كبير , ويمتاز النموذج عن الشيء الأصلي بمايلي :
1- إمكانية إحضاره إلى غرفة الصف, فالمعلم لا يتمكن من إحضار سد الفرات إلى الصف ولكنه يستطيع أن يقدم نموذج عنه .
2- إمكانية رؤية النموذج من أبعاد ثلاثة مختلفة , لان العين لا تستطيع أن تلم بأطراف الشيء ا لواقعي إذا كان كبيراً أو معقداً . فلا يمكن للتلميذ أن يرى شكل السد كامل في حين يتمكن من استيعابه عن طريق النموذج.
3- يستحضر النموذج الماضي ويشير إلى المستقبل , فحينما يتحدث المعلم عن التنظيم المعماري لمدينة دمشق وتخطيطها , فإنه لا يستطيع أن يقدم صورة حية متكاملة لها في ذلك العصر , ذلك أنها ليست باقية اليوم كما كانت عليه في عصر إنشائها . ولذلك فهو يعد نموذجاً لها يعبر عنها ويبين سورها وأبوابها السبعة مما يسهل للتلاميذ إدراك إسلوب تخطيط المدن في ذلك الوقت .
ولاستخدام النموذج شروط ضرورية لابد من مراعاتها هي :
1- أن يكون النموذج مناسباً من حيث الحجم بحيث يستطيع جميع التلاميذ رؤيته بوضوح .
2- أن يوضح المعلم الفرق بين النموذج والشيء الذي يمثله من حيث التفاصيل والحجم .
3- أن يصحح المدركات الخاطئة التي قد يكونها التلاميذ من استخدام النماذج.
4- أن يربط بين النموذج وموضوع الدرس ويساعد التلاميذ على إدراك هذه العلاقة .
ومع ذلك فاستخدام النماذج يوقع المعلم ببعض القصور من ذلك :
5- أن النموذج كجسم يحاكي الأصلي لا يبين أبعاده وحجمه الطبيعي ولا علاقاته الوظيفية بما يوجد حوله .
6- أن النموذج كثيراً ما يفتقر إلى عنصر الحركة والشكل والمعاني التي يضيفها المحيط عند توافر الشيء الطبيعي نفسه في بيئته .
بعض النماذج باهظة التكاليف ويصعب على المعلم إعدادها। وهناك نماذج كثيرة يمكن صناعتها من الورق و توضح مفاهيم جغرافية متعددة , فقد يطلب المعلم أن يصنع التلاميذ دواليب هواء ورقية ليتعرفوا تأثير الريح على تحريكها , أو سفناً شراعية ورقية ليتعرفوا مجرى المياه .

ثالثاً : العروض التوضيحية :

يستخدم المعلم العروض التوضيحية في دروس المواد الإجتماعية لإبراز الحقائق وتوضيح العلاقات والأفكار . و المعلم في ذلك يقوم بأداء العمل أمام التلاميذ ليبين لهم طبيعة هذا العمل وتفاصيله , ويستخدم المعلم العروض التوضيحية في كثير من المناسبات كالمواقع الحربية , حيث يمكن تمثيل عدد الجنود المتحاربين في معركة ما برسم عدد من الجنود لكل جانب من الجانبين المتحاربين في المعركة , بان يمثل كل جندي ألفا من الجنود المتحاربين , فيصبح بوسع التلميذ تقدير عدد الجنود المتحاربين وكيفية تقابلها في المعركة الحربية.
كما يمكن استخدام العروض التوضيحية في تحديد الزمن , بإستخدام الخرائط والرسوم البيانية , وكيفية قياس البعد بين مكانين على الكرة الأرضية , وكيفية ممارسة حق الانتخاب وتطور أساليب التعامل التجاري , وتحويل العملات , وكيفية إبداء الرأي والاشتراك في المناقشات .. الخ . وتمتاز العروض التوضيحية بأنها :
ـــ تنمي القدرة على الملاحظة وإدراك العلاقات , وذلك من خلال ما يتم من عرض الادوارمن قبل المعلم والتلاميذ .
ـــ تكسب القدرة على تحمل المسؤولية ومجابهة الواقع دون تردد وارتباك من جراء اشتراك التلاميذ في تلك العروض جزئياً أو كلياً .
ـــ توطد العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ والمعلم , من خلال تبادل وجهات النظر ومنا قشة المشكلات المتعلقة بة .
ولا بد للمعلم من مراعاة النقاط التالية أثناء العروض التوضيحية :
ـــ تحديد خطوات إجراء العرض وتجريبه قبل مواجهة التلاميذ .
ـــ تحديد مال يرسم على السبورة من توضيح لمرحلة عرض الدرس .
ـــ إثارة اهتمام التلاميذ بالعروض والنظر إليها بجدية .
ـــ التعرف إلى نواحي الضعف أو القوة في العرض لتطويره في مرات قادمة ।

رابعاً : الصور :

تقوم الصور والرسومات بدور أساسي في تعليم المواد الاجتماعية ,ذلك أن الصور تساعد على توضيح معنى الكلمة , وإبراز معاني الأفكار والعلاقات التي لاتتوضح من خلال الشرح والتفسير وتعد الصور سجلا ً دقيقاً لكثير من الظواهر التي يجب الاتصال بها مباشرة لندرتها أو خطورتها أو كبرها أو صغرها , فهناك صور الشخصيات التاريخية البارزة , وصور الأسلحة وأدوات الصيد والزراعة والصناعة , وهناك صور للملابس والأزياء والعادات والتقاليد والمساكن والنقود والأسواق .
وتختلف الصور من حيث أنواعها , فهناك الصور الفوتو غرافية والرسم المنظور والصور المجسمة والأفلام الثابتة .
وليست جميع الصور صالحة للعرض , إذ يشترط فيها أن تكون صحيحة واضحة , وبسيطة دقيقة , كيلا يؤدي استعمالها إلى الوقوع في أخطاء محتملة , ويستحسن أن تكون ملونة ومشوقة , وان يرافق عرضها بعض العبارات القصيرة في التعليق عليها وشرحها , كما ينبغي أن يكون عرضها في الوقت المناسب للفكرة المراد شرحها , وبإمكان المعلم أن يشير إلى بعض الصور الواردة في الكتاب المدرسي , وان يدرسها مع التلميذ أثناء شرح الدرس كما لابد من أن يوجههم إلى جميع الصور بأنفسهم ويطلب منهم ترتيبها حسب مواضيع الدرس ।

خامساً : الخرائط :

بما أن المواد الاجتماعية ترتبط بمفهومي الزمان والمكان , وبما أن إدراك التلاميذ لهذين المفهومين غاية في الصعوبة , لذلك لا بد من الاستعانة بالمصورات لتوضيح الأبعاد الزما نية والمكانية والجهات الأصلية والفرعية , وتصوير المكان من حيث البعد والاتجاه معاً في آن واحد .
وتعد الخرائط مصورة المسرح المكاني للحوادث الجغرافية و التاريخية والاجتماعية , فيما يتمكن المعلم من تعيين الموقع الصحيح للحادثة الاجتماعية من مدن وانهار ومناطق أثرية هامه , وغزوات وسواها .
كما أن الخرائط المصورة توضح النقاط الأساسية في موضوع الدرس , كحدود القطار ومساحاتها بالنسبة لبعضها بعضا , كما توضح التغيرات التي طرأت على الحدود , لبعض الأقطار , والنواحي السياسية والتاريخية المتعلقة به , وتوضح أيضا العلا قات المترابطة بين مختلف الظواهر الطبيعية والبشرية , فنهر الفرات مثلاً كان السبب في وجود حضارة بلا د الرافدين . وقد عد لوسيس برا نج الخريطة جزاً لا يتجزأ من برنامج المدرسة ووجد ان أطفال الصف الثاني يمكنهم استعمال الخريطة البسيطة للحصول على المعلومات ومعرفة الاتجاهات , وإجراء المقارنات .
وأكد روبنسون قدرة الأطفال على ربط مضمون الخريطة بالمنطقة الجغرافية وتحديد الأماكن وقراءة الرموز .
أنواع الخرائط :
هناك أنواع متعددة من الخرائط منها :
1- الخرائط العامة لبعض الدول والأقطار , والتي تستعمل لتوضيح بعض المعلومات العامة كتعيين مواقع الدول وحدودها , ومواقع بعض المدن عليها ... الخ . وقد تكون هذه الخرائط سياسية أو طبيعية أو اقتصادية
2- الخرائط الخاصة بموضوع الدرس والموضحة لبعض النواحي التفصيلية الدقيقة , كالمصور الذي يوضح هجرات الشعوب القديمة إلى بلاد الرافدين وبلاد الشام , والذي يحدد المعلم به على شكل سهم مواقع المدن والمناطق التي وصلت إليها هذه الهجرات , وحدود الممالك والإمبراطوريات التي تكونت في تلك الفترة .
2- الخرائط الصماء التي يكتفي برسم حدودها فقط , ودون كتابة أسماء عليها , ويقوم التلاميذ بتدوين المعلومات عليها .
ولكي تتم الفائدة من الخرائط لابد إن تكون بسيطة , تقتصر على النواحي المتعلقة بموضوع الدرس فقط ,بدون تكثيف للمعلومات , والكلمات والألفاظ التي لاعلاقة لها بموضوع الدرس .
وللخرائط لغة خاصة في أسلوب استعمالها لبعض الرموز والألفاظ ففي الخرائط التاريخية مثلاً تذكر أسماء المدن أو الدول أو ألبحاركما كان اسمها في تلك الفترة القديمة من التاريخ فالمدينة المنورة مثلاً هي يثرب والبحر المتوسط هو بحر الروم .... وهكذا .
وهناك في الخرائط الجغرافية رموز لأبعاد مجزأة إلى وحدات من الميل إلى الكيلو متر باعتبار مقياس رسم معين ويعطي الرتفاع درجات من اللون يصطلح عليها في التعبير بحيث يمكن معرفة الرموز من مقياس الرسم ودلالة الألوان ولما كان إدراك الاتجاهات أيسر على فهم التلاميذ من إدراك المسافات , كان لا بد من وضع الاتجاه على الخريطة اولاً ثم تعيين المسافة لمكانين يعرفهما التلميذ ويستطيع تصور المسافة بينهما وبعدها تحدد ألاماكن الأخرى بحيث تقرب مفهوم البعد لتفكير التلاميذ. وقد لخص كوبلاند مراحل التطور في قدرة الأطفال على رسم الخرائط بما يلي :
- المرحلة الأولى حيث يستخدم الطفل مفهوم التقريب في تحديد الموجودات .
- المرحلة الثانية حيث يستخدم الطفل نقاط ارتكاز محددة كيسار ويمين وخلف .
- المرحلة الثالثة بعدسن السابعة يتمكن الطفل من رسم الخرائط دون أية صعوبة ويعد مجسم الكرة الأرضية عاملا مهما في تمثل التلاميذ لكروية الأرض ودورانها حول محورها ذلك إنها أكثر مطابقة للحقيقة من الخريطة .
ولما كان إدراك الزمان أصعب من إدراك المكان , ويأتي متأخرا عنه في ترتيب النمو , فالطفل يدرك الأحداث القريبة من مشاهداته والتي تدور في عالمه الخاص أما التي جرت قبل ذلك بمائة عام أو ألف عام أو أكثر فأنها تتساوى لديه مع الأحداث التي جرت قبل خمس سنوات أو عشر سنوات في مفهوم الزمن التاريخي لذلك يعمد المعلم لتسهيل إدراك العلاقات الزمانية وتقريبها للتلميذ , إلى وضعها في صورة علاقات مكانية بحيث تكون الخريطة الزمانبة ذات مراتب مختلفة يعبر فيها عن البعد الزماني ببعد مكاني .
كما يعمد المعلم إلى تدريب تلاميذه على فكرة الزمن من دراسة زمن حياتهم ؛ حيث يعين كل منهم تاريخ مولده في اليوم والشهر والسنة , وتاريخ مولد أبيه ا وامه واخيه اواحد أقاربه , ويتدرج معهم في ذلك حتى تتكون لديهم فكرة واضحة عن تدرج الزمن ومفهوم الزمن التاريخي , وفكرة العقد , وقبل الميلاد وبعده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق